هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية تعرف عليها


تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية رافقني مرحلة طويلة من حياتي وأفقدني الكثير على صعيد العمل والعلاقات الاجتماعية، لكنني استطعت اتخاذ القرار وطلبت مساعدة طبيب نفسي، وإليكم التجربة كاملة لعل قرائتك لها تضيف إليك معلومات هامة وتعطيك أملًا في عيش حياة أكثر أريحية من التي يفرضها عليك ذلك الاضطراب من تثبيط اجتماعي ومشاعر سلبية لا حصر لها.

ما هي الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية هو نمط من الأشخاص لديهم شعور بالخجل الشديد وخوف من الحكم عليهم أو رفضهم من قبل الآخرين، تتسم هذه الشخصية بالحساسية المفرطة والعصبية، وبالرغم من رغبتهم في الانخراط داخل المجتمع إلا أنهم يفضلون الانعزال والانسحاب الاجتماعي خوفًا من تعرضهم للنقد السلبي أو الرفض.

حقائق هامة حول اضطراب الشخصية الهستيرية واسبابة واعراضة وطرق علاجه

هكذا كانت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

أصدقكم القول.. لم أكن أتوقع يومًا أني سأكتب عن تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية، أو الشخصية الانطوائية كما يطلق عليها، لكني أمام الأحرف والكلمات الآن وأشارككم شخصيتي التي رافقتني طويلًا بالطبع هناك أسبابًا لإصابتي بهذا الاضطراب، لكننا سنتحدث عنها فيما بعد، الآن أخبركم عن تلك التجربة الخاصة بي مع نوع من اضطرابات الشخصية تأقلمت معه وتصالحت مع خسائره طويلًا..

كانت مشكلتي الدائمة هي وجودي وسط جمع من الناس، ذلك يشعرني بالرهبة والخوف والارتباك ويخفق قلبي بشكل أسرع وألتقط أنفاسي بصعوبة، وأرغب في الاختفاء أو الهرب من الموقف، ويزداد الوضع تعقيدًا إذا تصدرت حدثًا ما، مثل الحديث أمام جمهور أو مناقشة أو جدال وربما صراعًا ما.

وعادة أرفض التعرض للنقد السلبي أو الإساءة وأتحول لشخص شديد العصبية والعنف، وبعدها أعود لشعوري الداخلي بعدم الانتماء إلى الناس والهروب من التفاعل مع المجتمع، والانغراس في بيئتي الآمنة المنعزلة تجنبًا للأعراض النفسية والجسدية التي أشعر بها، ولعدم قدرتي على التواصل مع الآخرين تلك الشخصية التجنبية أهدتني الكثير من الخسائر في العمل وفي العائلة وفي العلاقات.

الأسباب التي أدت إلى إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية

لا أخفيكم سرًا الأسباب التي أدت إلى إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية أو الانطوائية، تعلقت بالرفض منذ مرحلة الطفولة، فقد كان لانفصال والديّ وقعًا مؤلمًا على نفسي وخاصة عند تحدث الآخرين أمامي عن رفض الأب لي كان شعورًا يشبه الخجل لكنه أعنف، وقد اتسمت بيئتي كليًا بعد ذلك بالرفض فقد كنت طفلًا لم يتقبله سوى أمه، وكنت أفسر تقبلها لي بأن تلك مشاعر الأمومة وليست لأني طفل جميل أو أستحق الحب، فقد كنت أعتقد أن وجهي قبيح كما قيل لي من قبل مربيتي، وأني إنسان سئ ذا طباعًا غير ملائمة مع الآخرين.

الأسباب التي أدت إلى إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية

هكذا كانت تجربتي مع علاج اضطرابات النوم تعرف عليها بالتفصيل

الأعراض التي ظهرت عليّ أثناء تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

ظهرت عليّ أثناء تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية بعض الأعراض التالية:

  • القلق من فعل شئ خطًا.
  • التوتر والارتباك في المواقف الاجتماعية.
  • تجنب الدخول في صراعات.
  • عدم التفاعل في أماكن العمل.
  • سهولة الأذى النفسي من النقد أو الإساءة.
  • زيادة الوعي الذاتي.
  • عدم بدء بناء علاقات.
  • الحساسية المفرطة.
  • فقدان الثقة بالآخرين.
  • التفسير الخاطئ للمواقف المحايدة.
  • عدم وجود أصدقاء مقربين.
  • عدم الحزم.
  • تجنب تجربة أشياء جديدة أو المخاطرة.
  • الشعور بأنك غير كافي اجتماعيًا.
  • الاهتمام بالتفاصيل التي توحي بالرفض.
  • الشعور بالنقص.
  • تدني احترام الذات.
  • تجنب العلاقات الحميمة أو مشاركة مشاعر حميمة.

تلك هي أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية كاملة ولم أعاني من جميعها بالطبع.

كيف شخص الطبيب حالتي أثناء تجربتي مع الشخصية التجنبية

أثناء تجربتي مع الشخصية التجنبية والتأثير السلبي لها على حياتي اليومية وعملي وعلاقاتي، تنبهت لوجود مشكلة بي تحتاج إلى حل، وبالرغم من صعوبة منح ثقتي للآخرين إلا أنني قررت التصرف عكس ما أرغب وذهبت إلى الطبيب النفسي، وفي البداية سألني حول وجود أي مشاكل صحية أو عقلية وقام بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من أن الأعراض ليست ناتجة عن مشكلة في الدماغ أو الجسم.

ووجه إليّ بعض الأسئلة الخاصة بأعراض اضطراب الشخصية التجنبية ولاحظ وجود نمط ثابت من الحياة ينطوي على الانسحاب الاجتماعي وتجنب الآخرين والحساسية الزائدة تجاه الحكم عليّ بشكل خاطئ أو سيء، وكان ذلك كافيًا لتشخيصي.

حقائق ومعلومات تهمك حول كيفية التعامل مع مريض الخرف؟

كيفية علاج اضطراب الشخصية التجنبية

توجد بعض الطرق التي تستخدم في علاج اضطراب الشخصية التجنبية، وهي:

  • العلاج النفسي الديناميكي

هو أحد أنواع العلاج بالتحدث أو الكلام، من خلال ذلك العلاج يساعدك الطبيب على إدراك أفكارك اللاواعية، لفهم تجاربك السابقة وآلامك وصراعاتك وكيف أثروا على سلوكك الحالي، ويجعلك تنظر لذاتك وكيف يحكم عليك الآخرين بإيجابية.

  • العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب أحيانًا إلى وصف بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والقلق للسيطرة على الأعراض في حالة شدتها أو استمرارها رغم العلاج النفسي.

  • العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي هو نوع ثاني من العلاج بالتحدث، يساعدك الطبيب على معرفة مواطن الضعف في أفكارك ومعتقداتك حول نفسك والآخرين، وكيفية استبدال تلك الأفكار السلبية بأفكار صحية.

كيفية التعامل مع مريض الشخصية التجنبية

التعامل مع مريض الشخصية التجنبية صعب نسبيًا، فهو شخص لا يهتم كثيرًا بالآخرين ولا يشكل فارقًا لديه عدم وجودهم فهو يستمتع كثيرًا بمفرده وبأنشطته الخاصة دون مشاركة أحد، لذا إليك بعض النصائح لتعامل صحي يساعد على علاج هؤلاء الأشخاص:

  • تجنب النقد السيء وخاصة في أماكن عامة.
  • مدح سلوكياته الجيدة وأعماله التي أنجزها.
  • منح الثقة والحب والرعاية يقلل من القلق والخوف لدى الانطوائيين.
  • اجعله يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره دون قيود.
  • تشجيع المشاركة في الهوايات والأنشطة مع الآخرين.
  • احترم خصوصيته والمسافة الآمنة التي يضعها.
  • لا تغضب أو تلوم عليه في الأوقات التي يرغب أن يظل بمفرده بصحبة كتاب أو تأمل.

كيفية التعامل مع مريض الشخصية التجنبية

تعرف علي اعراض مرض الفصام الذهاني و أسبابه وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية

أسباب الإصابة بهذا الاضطراب غير مؤكدة على وجه الدقة كما أخبرني الطبيب النفسي، ولكن هناك أشخاصًا أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية، فقد تلعب الجينات الوراثية دورُا هامًا في انتقال هذا الاضطراب في العائلة.

أيضًا هناك عوامل بيئية تمثل تجارب مرحلة الطفولة وتعامل الوالدين بالرفض والعنف أو التعرض للتنمر من قبل الزملاء في المدرسة، مما يؤثر على نظرة الطفل لنفسه وشعوره بقيمته، كذلك التعرض للصدمات القاسية بعد البلوغ يمثل خطرًا، وربما تصاب باضطراب الشخصية التجنبية نتيجة الإصابة بمرض الاكتئاب أو أحد اضطرابات القلق العام.

ما هي العلاقة بين الشخصية التجنبية والزواج

العلاقة بين الشخصية التجنبية والزواج سلبية جدًا، ذلك لأنه شخص غير قابل للمشاركة ويتجنب التحدث عن مشاعره ويعاني من فقدان ثقة حاد في الآخرين، وغالبًا يشعر شركاء تلك الشخصيات بعدم الراحة وأن ليس لديهم حيزًا في حياة أحبائهم من الانطوائيين، وأنه يسهل التخلي عنهم، ويعانون من الإحباط والمشاعر غير الصحية.

لذا يجب عليك عدم تقبل العلاقة مع الشخصية التجنبية إلا بعد العلاج، ذلك لأن إهمال العلاج يفاقم الأضرار والمضاعفات التي تزيد الأمر صعوبة.

الأضرار الناتجة عن الإصابة بالشخصية التجنبية

هناك العديد من الأضرار التي تنتج عن الإصابة بالشخصية التجنبية، أبرزها الإصابة باضطرابات نفسية أخرى إذا لم يتم علاجها، فقد تصاب بالآتي:

  • الاكتئاب الشديد.
  • رهاب الخلاء.
  • تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
  • الوسواس القهري.

تعرف علي كيفية علاج الوسواس القهري نهائيا بالخطوات

الأسئلة الشائعة حول اضطراب الشخصية التجنبية

خلال السطور القادمة نوضح لكم الاجابة الكاملة حول كافة التساؤلات المتعلقة باضطراب الشخصية التجنبية:

هل يمكن التعايش مع مريض الشخصية التجنبية؟

التعايش مع مريض الشخصية التجنبية ليس بالأمر السهل، فقد تحتاج التواصل إلى طبيب نفسي لمعرفة طريقة التعامل الصحيحة وتجنب الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة الشعور السلبي أو الضغوطات التي يسببها التجنبيون لشركائهم، فمن الأفضل تشجيع مريض الشخصية التجنبية على الذهاب إلى معالج نفسي لعيش حياة أكثر سهولة ومرونة.

متي يظهر اضطراب الشخصية التجنبية؟

يظهر اضطراب الشخصية التجنبية عادة عند البالغين، فمن الصعب تشخيص ذلك الاضطراب عند الأطفال، لأن شعور الطفل بالخجل الاجتماعي طبيعيًا وشخصياتهم مازالت قيد التطور، لذا يمكن تحديده بشكل دقيق بعد البلوغ.


اقرأ ايضاً:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *