اضطراب الشخصية المزدوجة أو الانفصام هو أحد أخطر الاضطرابات النفسية التي يصاب بها الفرد نتيجة تعرضه لصدمة قوية خلال مرحلة مبكرة من العمر، ويتميز بوجود هويتين أو أكثر للشخص الواحد، كل منهم له أفكاره وسلوكياته، وإليك الدليل التفصيلي الكامل حول اضطراب الشخصية المزدوجة وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
اضطراب الشخصية المزدوجة
اضطراب الشخصية المزدوجة أو ما يعرف باسم الانفصام، هو مرض نفسي نادر ومعقد يمتلك خلاله الفرد أكثر من هوية شخصية، لكل منها أفكارها ومعتقداتها وسلوكياتها المختلفة، ولا يكون على دراية بما يحدث له أو يصدر منه.
يرجع سبب الإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة في معظم الحالات إلى المعاناة من صدمة نفسية قوية خلال فترة الطفولة، والانفصال عن الواقع كطريقة للهروب من العنف البدني أو الإيذاء النفسي.

اقرأ أيضًا: دليلك حول متلازمة أسبرجر مرض العباقرة الصامت وعلاقة أسبرجر والذكاء
حقائق حول اضطراب الشخصية المزدوجة
إليك أبرز الحقائق المتعلقة بالإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة، وهي:
المرضى المصابون بازدواج الشخصية ليس لديهم شخصيات مختلفة يتصلون بها في أي وقت يحتاجونه بل في الحقيقة هم يعانون من انقسام هويتهم إلى هويات مختلفة، بدلا من تكوين هوية جديدة.
مرضى اضطراب الشخصية الانفصامية ليسوا أشرارًا أو أكثر استخدامًا للعنف مقارنة بالآخرين، ولكن هناك عدد قليل من الحالات التي تم توثيقها بخصوص ارتباط مرضى الانفصام ببعض الجرائم.
تشخيص اضطراب الشخصية المزدوجة في غاية الصعوبة، لكن يتم الاعتماد على الأعراض لفهم الإصابة بالمرض.
يختلف مرض الانفصام عن الفصام، حيث أن الأخير ينطوي على الهلوسة والبارانويا، بينما الانفصام يتمثل في وجود أكثر من شخصية للفرد.
ما هي اسباب الاصابة باضطراب الشخصية المزدوجة
ينتج اضطراب الشخصية الانفصامية عن عدة عوامل، ولكن أغلب الحالات تعرضوا لانتهاكات جسدية أو جنسية أو لفظية خلال مرحلة الطفولة قبل عمر التاسعة، كما أن الضغوط النفسية والكوارث الطبيعية تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة.
ومن أبرز أسباب اضطراب الشخصية المزدوجة:
التعرض للاختطاف أو الأذى الجسدي والنفسي.
معاصرة أحد الحروب.
المرور بتجارب صادمة.
الإجهاد أو الحزن أو الضيق.
التعرض لإيذاء نفسي أو جسدي.
أعراض الإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة
لتأكيد الإصابة باضطراب الشخصية المزدوجة، يجب أن تظهر الأعراض التالية على المريض:
- تمتع الشخص بهويتين أو أكثر كل منهم له طريقة في التفكير والتصرف، مما يؤدي إلى عيش تجارب مختلفة.
- معاناة الشخص من ضعف وفقدان الذاكرة، ووجود مشكلة في تذكر الأحداث أو بعض المعلومات الشخصية، أو الأحداث والتجارب المؤلمة.
- الشعور بالضيق الشديد أو مواجهة مشكلات حياتية كبيرة نتيجة الإصابة بهذا الاضطراب.
- المعاناة من بعض الأعراض مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والوسواس القهري والميل إلى الانتحار.
- من أهم الأعراض التي يعتمد عليها الطبيب في التشخيص ما يسمى بـ “التفكك”، وهو الآلية التي يستخدمها الشخص للتأقلم مع المواقف الصادمة والمجهدة، أو للهروب من الذكريات المؤلمة.
- الشخص المصاب باضطراب الشخصية المزدوجة لا يكون على دراية بالشخصيات والهويات الأخرى أو الذكريات التي تحدث له خلال التغييرات التي يمر بها.
- عادة ما يعاني الشخص من نوبات فقدان ذاكرة مفاجئة تستمر لساعات أو شهور، ويكون النسيان أكثر من الحد الطبيعي المسموح به.

اقرأ أيضًا: معلومات تهمك حول الفرق بين المرض الذهاني والمرض النفسي تعرف عليها
كيف يمكن تشخيص اضطراب الشخصية المزدوجة
المصابون باضطراب الشخصية المزدوجة يجب أن يروا أخصائي صحة نفسية على الفور، لكي يتم تشخيصهم وفقًا لأسلوب علمي واضح وصريح، وفقًا للأعراض الظاهرة على المريض، وإجراء اختبارات نفسية وبدنية كاملة.
على الرغم من أن علاج الاضطراب الانفصامي يستغرق وقتًا طويلًا إلا أنه فعال، ويساعد على تقليل حدة المرض، كما يهدف إلى تعليم المريض كيفية التأقلم والتعايش مع أي حالة يمر بها.
مراحل علاج اضطراب الشخصية المزدوجة
يمكن تقسيم مراحل علاج الاضطراب المزدوج إلى مرحلتين أساسيتين هما:
العلاج النفسي
من أهم طرق العلاج، ويقوم بشكل أساسي على تعريف المريض على حقيقة مرضه، ومساعدته على التكيف مع كافة التغييرات التي يمر بها.
يستمر العلاج النفسي لفترة طويلة من الوقت تصل إلى شهور أو سنوات، وهناك بعض البرامج التي يعتمد عليها مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- جلسات العلاج الفردية.
- جلسات الدعم الجماعي.
العلاج الدوائي
يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الادوية لتخفيف حدة القلق والاكتئاب لدى المريض، وفي أغلب الاحيان تكون بعض العقاقير المهدئة أو المنومة أو مضادات الاكتئاب، ولكن لا يوجد دواء محدد يمكنه أن يشفي المريض تمامًا من اضطراب الشخصية المزدوجة.
كيفية التعامل مع مريض الشخصية المزدوج
في حالة تشخيص إصابة أحد الأفراد المقربين لك باضطراب الشخصية المزدوجة، قد تشعر بالضيق والارتباك حياله، لكن هناك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الشخص الانفصامي، وهي:
- الفهم والبحث والتثقيف حول مفهوم اضطراب الشخصية المزدوجة، والحصول على معلومات دقيقة عن الاضطراب، وتفهم حقيقة مخاوف الشخص.
- تخصيص الوقت الكافي للشخص كي يمارس الأشياء التي يفضلها بانتظام سواء بمفرده أو برفقة آخرين.
- التحدث مع المريض حول الأشياء التي يشعر بها، والحصول على معلومات بشأن سير العملية العلاجية، أو المشكلات التي تواجهه والصعوبات، من أهم الأشياء التي تشعر المريض بالاهتمام وتحفزه على المضي قدمًا في العلاج.
- تدريب المريض على التركيز على الأشياء التي يمكنه التحكم فيها، خاصة ردود أفعاله نحو الأحداث والمواقف المختلفة.
هل يولد الشخص مصاب باضطراب الشخصية المزدوجة؟
لا يولد الشخص مصاب باضطراب الشخصية المزدوجة، حيث لم تثبت الدراسات حتى الآن إمكانية ذلك، بل تأتي الإصابة في الأغلب نتيجة للمرور بصدمات قوية.

اقرأ أيضًا: حقيقة تجربتي مع القولون العصبي والوسواس وهل القولون العصبي مرض نفسي ؟
إحصائيات ودراسات حول اضطراب الشخصية المزدوجة
تشير أحدث الاحصائيات التي أجريت حول اضطراب الشخصية المزدوجة إلى أن الاضطراب يصيب نسبة تصل إلى 15% من الأشخاص.
وأثبتت الدراسات أن الاضطراب يكون أكثر شيوعًا في المناطق التي تعرضت لكوارث طبيعية أو حروب أو صدمات.
تصاب النساء باضطراب الشخصية المزدوجة بصورة أكبر مقارنة بالرجال، وحتى عام 1994 كان يطلق على هذا المرض اسم اضطراب تعدد الشخصيات.