كيفية التعامل مع الصدمة النفسية؟ جميعنا معرضون في حياتنا للإصابة بحدث كبير قد يسبب لنا القلق والتوتر، هذا الحدث أو سلسلة الأحداث التي يمر بها الشخص من التوتر يسمى بالصدمة النفسية أو الحدث الصادم، والاستجابة للصدمة النفسية وكيفية التعامل مع الصدمة النفسية تختلف من شخص إلى آخر، وعادةً ما تكون الاستجابة للصدمة النفسية بالاكتئاب، والخوف، والحزن.
لذا نود أن نتحدث عبر تلك المقال المقدم من موقع بالصحة عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية والإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع.
دليلك حول تجربتي مع الصدمة النفسية ومراحل تطورها وطرق العلاج الصحيحة
كيفية التعامل مع الصدمة النفسية ؟
التعافي من الصدمات النفسية والعاطفية يختلف من شخص لآخر، مما يعني أنه في حالة استجابة شخص لطريقة محددة في العلاج من صدمة نفسية ما، فليس بالضرورة أن يستفيد شخص آخر من الطريقة نفسها حتى إذا كان يعاني من نفس الصدمة النفسية، لذا إليك بعض الطرق التي توضح كيفية التعامل مع الصدمة النفسية والتي تشمل:
-
التنفس بعمق وببطء
طريقة التنفس أثناء التعرض لصدمة نفسية أو عاطفية تساهم في تعزيز القدرة على تخطي الصدمة بنجاح، حيث يجب التنفس بأخذ شهيق عن طريق الأنف والزفير لفترة أطول من تلك التي تستغرق أثناء الاستنشاق، وذلك عن طريق العد إلى اثنين عند أخذ النفس، ويتم العد إلى الستة عند إخراج الهواء، ويفضل إخراج الهواء إما أثناء زم الشفتين أو من خلال الأنف، فيمكن بهذه الطريقة تحفيز جزء من الجهاز العصبي الذي بإمكانه أن يقلل من آثار الصدمة النفسية ويهدئ الجسم.
-
مواجهة المشاكل المؤدية للصدمة النفسية أو العاطفية
حين نتحدث عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية فيجب أن نذكر واحدة من أهم مفاتيح التغلب على الصدمات والمشاكل العاطفية والنفسية وهي مواجهة المشكلة ومحاولة البقاء على ما يرام مع الأحداث والذكريات التي تتعلق بالمشكلة، حيث تعتبر المواجهة من النقاط الهامة التي يستطيع من خلالها الشخص تقبل الصدمة والتعافي منها.
-
تجنب العزلة
الابتعاد عن العزلة والتواصل مع الآخرين من مفاتيح السعادة والشعور بالألفة والانتماء كبشر، لذا فأن الانعزال خلال التعامل مع الصدمة النفسية من الممكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية حادة مثل الاكتئاب، لذا يجب الحرص على قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء عند شعورك بالقدرة على ذلك، ومشاركة من حولك بالتجارب التي تخوضها عندما تشعر أنك على ما يرام.
-
زيادة النشاط البدني
بعد الدراسات العلمية كشفت أن التمارين الرياضية تساهم في تحسن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة النفسية الذي يعرف بأسم (PTSD) إضافةً إلى المساعدة بشكل مباشر على التعافي من الصدمة النفسية فإن الحركة البدنية والتمارين تزود جسمك بالمواد الكيميائية التي يحتاج إليها بشدة للشعور بالراحة مثل الاندروفين.
-
تغيير نمط الحياة
من أهم طرق التعافي من الصدمة النفسية هو تغيير نمط الحياة من خلال اتباع الخطوات الأتية:
- الحصول على قسط كافي من الراحة كلما أتيحت الفرصة لذلك.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
- مشاركة الرياضات والأنشطة المفضلة مع أفراد العائلة أو الأصدقاء، مثل: مشاهدة مباراة كرة القدم.
- الحصول على قسط كاف من النوم عن طريق جدولة برنامج يتضمن الاستيقاظ والنوم ضمن أوقات ثابتة ومحددة كل يوم.
معلومات تهمك حول الفرق بين المرض الذهاني والمرض النفسي تعرف عليها
اعراض ما بعد الصدمة النفسية
بعد أن تحدثنا عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية يجب أن تعرف أيضاً على أعراض ما بعد الصدمة النفسية، حيث أن درجات حدة الصدمات النفسية وردود أفعالنا تجاهها تختلف من شخص لآخر، ولكن عادةً ما يتمثل العامل المشترك بينها في الخوف، والقلق، والتوتر، وقلة النوم، وقلة التركيز، واسترجاع الذكريات والأحداث المؤلمة، وفقدان الرغبة في إتمام الأنشطة والأعمال الجديدة.
وفي النهاية كل هذه الأعراض تعد طبيعية وبمرور الوقت والدعم النفسي يمكن السيطرة عليها، ولكن إذا مرت شهور على الشعور بهذه الأعراض قد يعد هذا مؤشر واضح على كبر حجم المعاناة والاحتياج إلى طبيب نفسي متخصص قبل تفاقم الأمر أكثر من ذلك إذا واجهت أي من الأعراض الأتية:
- المعاناة من القلق والخوف الشديد أو الاكتئاب بشكل مستمر.
- العزلة عن الآخرين حتى من هم غير متداخلين مع الصدمة الأساسية.
- المعاناة من كوابيس أو ذكريات مرعبة أو ذكريات مر عليها فترة طويلة.
- الاضطرار إلى تناول المخدرات أو المشروبات الكحولية للشعور بالتحسن.
- عدم القدرة على العيش والتأقلم في مكان عملك أو منزلك مع وجود هواجس مستمرة.
كم تستمر الصدمة النفسية ؟
تستمر الصدمة النفسية في بعض الأحيان ما بين عدة أيام إلى بضعة أشهر، وآثارها بمرور الوقت تقل تدريجياً بالتأقلم مع الحدث المسبب لها وإن كانت تخلف وراءها عادةً بعض المشاعر المؤلمة أو الذكريات خاصةً إذا تعرضت لمحفز أو شئ يذكرك بها كالشخص المتسبب بالصدمة أو مكان الصدمة.
يجب التنويه أيضاً إلى أن هناك درجة ما من المعاناة تعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة النفسية (PTSD)، يتوقف خلالها الجهاز العصبي عن التعامل بصورة طبيعية مع مجريات الأمور ويبقى في حالة صدمة نفسية دون القدرة على استيعاب الحدث أو التعامل مع المشاعر تجاهه.
متى ينتهي اكتئاب مابعد الولادة وهل يمكن الخروج من الاكتئاب بدون أدوية؟
كيف يمكن تشخيص الصدمة النفسية ؟
بعد الحديث عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية والأدوية التي تستخدم لعلاج، يجب أن نعرف ايضاً كيف يمكن تشخيص الصدمة النفسية، في الحقيقة لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الصدمة النفسية، وقد يكون تشخيص الحالة من الصعب، لكن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قد يكونون مترددين في مناقشة أو استدعاء الصدمة أو أعراضهم.
ويمكن تشخيص الحالة من قبل اختصاصي الصحة النفسية عن طريق إجراء فحص للصحة البدنية والنفسية، كما أن تشخيص الصدمة النفسية يتطلب حدوث ما يأتي لمدة شهر واحد أو أكثر:
- تجربة واحدة من إعادة التجربة على الأقل.
- اثنين من أعراض الإدراك والمزاج على الأقل.
- اثنين من أعراض الإثارة والانفعال على الأقل.
- أحد أعراض التجنب على الأقل.
يجب أن تكون الأعراض خطيرة بشكل كافي لتعرقل الأنشطة اليومية، مثل: الذهاب إلى المدرسة، أو العمل، أو التواجد حول العائلة والأصدقاء.
الأدوية التي تساعد على الخروج من الصدمة النفسية
الحديث عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية يقودنا إلى الحديث عن الأدوية التي تساعد على الخروج من الصدمة النفسية والتي يمكن أن تستخدم مع العلاج النفسي، وتتمثل هذه الأدوية فيما يلي:
1- مضادات القلق
يتم وصف الأدوية المضادة للقلق عند مرافقة القلق للصدمة النفسية، ولكن في الغالب لا يتم صرفها لفترة طويلة نظراً لأن بعض أنواع مضادات القلق تسبب الإدمان.
2- الأدوية المضادة للاكتئاب
مضادات الاكتئاب تساعد على علاج أعراض الاكتئاب والغضب، كما تساهم في تحسين مشكلات التركيز والنوم، وتعتبر مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية هي التي تم الموافقة عليها من قبل هيئة الغذاء والدواء وأيضاً الأفضل، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- باروكسيتين (Paroxetine).
- سيرترالين (Sertraline).
3- البرازوسين (Prazosin)
دواء البرازوسين يصرف لتخفيف الكوابيس المصاحبة للصدمة النفسية، لكن يوجد اختلافات حول فعالية هذا الدواء، حيث يعتقد البعض أنه يساهم في تخفيف الكوابيس إلا أن البعض الآخر ينفي هذا الحديث، لذا ينصح استشارة الطبيب المختص أولاً قبل استخدام البرازوسين.
اعراض ارتفاع ضغط الدم العصبي ومتى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمن؟
أهمية التعافي من الصدمة النفسية
التعافي من الصدمة النفسية تماماً من الأمور الهامة للغاية فإن لم يبدأ التعافي من الصدمة النفسية بشكل تدريجي خلال شهر والأعراض كانت شديدة، حينها قد يكون الشخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وتتضمن الأساليب العلاجية التي تستخدم للتعافي ما يلي:
- المتابعة: حيث يتابع الطبيب المختص حالة الشخص المصاب لفترة محددة قبل إجراء التدخل العلاجي.
- العلاج الدوائي: وهذا من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب.
- العلاج النفسي: أساليب العلاج النفسي التي تستخدم لهذا الغرض متعددة، منها العلاج المعرفي السلوكي المركز في الصدمة.
خطوات التعافي من الصدمة النفسية
بعد الانتهاء من حديثنا عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية ننتقل للحديث حول خطوات التعافي من الصدمة النفسية، والتي تشمل:
- الاستعانة بالأصدقاء والتحدث معهم حول الصدمة التي تعرضت لها، وطلب المساعدة والدعم.
- مواجهة المشاعر وتجنب الانعزال عن الآخرين.
- الاهتمام بالنفس عن طريق اتباع نظام غذائي صحي إضافةً إلى ممارسة التمارين الرياضية، والنوم لوقت كافي.
- الصبر إلى أن يتم نسيان السبب الذي نتجت عنه الصدمة النفسية.
- عدم صرف الأدوية لنفسك والاستعانة بطبيب نفسي متخصص.
- الالتزام بالخطة العلاجية.
- تشتت الانتباه عند شعورك بالغضب عن طريق المشي أو قيادة الدراجة.
- القراءة حول الصدمة النفسية للتعرف على أهم الاستراتيجيات المناسبة للخروج من الصدمة النفسية.
ما لم تعرفة حول أسباب تقلب المزاج للرجل واعراضه وكيف يمكن تشخيصه علاجه
سلوكيات عليك تجنبها عند التعرض لصدمة نفسية
بعد ان تحدثنا عن كيفية التعامل مع الصدمة النفسية يجب ان تعلم ان هناك سلوكيات عليك تجنبها عند التعرض لصدمة نفسية. تتمثل فيما يلي:
- عدم كتمان المشاعر والأحاسيس ومحاولة إعطاء النفس حقها والتحدث عن ما يجول بها من أفكار ومشاعر، كما يمكن أيضاً الاستعانة بالبكاء للتعبير.
- الامتناع عن اتخاذ قرارات مصيرية خاصةً أثناء فترة الصدمة، حيث أن كافة القرارات خلال التعرض لأزمة عاطفية ونفسية تكون قرارات غير صحيحة ومتسرعة.
- عدم تناول المشروبات الكحولية أو المخدرات كطريقة لمنع العقل من التفكير بالصدمة النفسية. فمن الممكن أن تسبب الاكتئاب والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.
- عدم أخذ وقت كثير لتجاوز الصدمة، يجب أن يكون الشخص نشيطاً فالأنشغال بالنشاطات والأعمال يبعد الشخص عن التفكير بالصدمة التي يمر بها.
اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية
اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية يعد أحد أنواع اضطرابات ما بعد الصدمة (Post-traumatic stress disorder or PTSD)، وهو اضطراب نفسي ينتج عن التعرض لصدمة ما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهو اضطراب خطير قد ينتهي الحال به بأزمات اجتماعية ونفسي، أو قد يتسبب في ظهور أعراض الاكتئاب.
في الغالب الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة العاطفية يشعرون بإحساس متزايد بالخطر، والاستجابة الطبيعية للأحداث تتغير لديهم، ما يجعلهم يشعرون بالخوف أو التوتر، حتى في ظل الظروف الطبيعية التي لا تتطلب القلق.
مقالات تهمك
- كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة، إقناعه بالعلاج وهل يمكن التعايش معه
- حقائق حول تجربتي مع علاج التفكير الزائد والوسواس واخطر 7 من اعراضة
- اثر الوسواس القهري على الدماغ والذاكرة اكتشفة بنفسك وكيفية علاجة؟
- تعرف على نقطة ضعف الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها
- أهم 7 من علامات الشفاء التام من نوبات الهلع وافضل النصائح للوقاية منه؟